بسم الله الرحمن الرحيم
لا يا ياسر عبد ربه ... لسنا سلعة بيد احد وأرضنا ليس بضاعة رخيصة بيد احد ...
بقلم / أبو المعتصم عبد الله
لا يحق لأحد أي كان ومهما كان أن يقر بيهودية دولة الاحتلال ويتنازل عن حق اللاجئين بالعودة إلي وطنهم وأرضهم الذي هجروا منها ... وهذا ما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية ... وهذا ما هو مرسخ بعقيدتنا وبانتمائنا للوطن ... فالعودة هي حق مقدس فردي وجماعي لأبناء شعبنا ولا ولن يكون لأحد أن يتحدث بهذا الحق كأنه المالك والمتحكم بالأرض وبحق أهلها ... فالوطن ليس طابو أو ملكا لأحد فهو ملك للأمة كلها وهي ارض وقف لا يجوز التنازل عنها ... فدولة الاحتلال هي احتلال وستبقي هكذا مهما ابتدعوا من مسميات ...
فقضية اللاجئين هي أساس الصراع ... وهي أهم قضية من قضايانا الوطنية بل هي مركزية الصراع ... فعودة أصحاب الأرض إلي أرضهم هي نهاية الاحتلال وعودة الحق إلي أصحابه فالشرعية الدولية أعطتنا الحق بالعودة فمن هذا الذي يريد نزع حقنا المقدس منا ؟؟؟ هل هو فلسطيني ؟؟؟ وهل هو يملك الحق بان يتحدث بمصير وقضايا شعب بأكمله ... لا يا ياسر عبد ربه ... لسنا سلعة بيد احد وأرضنا ليس بضاعة رخيصة بيد احد ... فنحن لا ولن نصمت أمام أي خطأ أو تجاوز ضد حقوقنا فما بالنا وهذه الجريمة الكبرى والخيانة العظمي لدماء الشهداء ولمعاناة الأسري وآلام الجرحى وخيانة للدم النازف المستمر بديمومته وقودا للثورة وللإصرار علي حق العودة للأرض ... الأرض الذي هي أساس الصراع والصراع حله يكون بعودة المهجرين إلي وطنهم والي أراضيهم الذي أخرجوا منها عنوة بفعل الاحتلال وتهجيره لأصحاب الأرض الأصليين ...
يا عبد ربه ... إننا لسنا عبيد ... نحن عبادا لله أحرار ... نملك إرادتنا وقرارنا وعهد ياسر عرفات باق فينا ... وقسم الشهداء مغروس في قلوبنا ... فالأرض لنا ولازال جدنا الشيخ الذي شرب الدهر عليه وأكل ... وامتلأ شعره شيبا ... لا زال يملك إرادة وأمل بالعودة ... لا زال ممسكا بيديه قابضا بقوة علي مفتاح بيته في أرضه المسلوبة موصيا أبناؤه بان يرثوه ويرثوا مفتاح الدار والأمل والإرادة ...
لا تقتل هذا الأمل في جدنا الكاهل ... لا تحلل للاحتلال سرقة مفتاح البيت منه فهو ليس ملكا لك ولا للاحتلال بل نتوارثه جيلا بعد جيل وحتما سنعود إلي كوخنا الصغير وأرضنا الطيبة والبيدر وظل الأشجار ... فلترحموا معاناتنا الطويلة علي مدار السنين ... ولتتركوا لنا ما تبقي من أمل فنحن نعيش علي الأمل وعلي قصص جدودنا وعلاقة العشق مع الأرض الطيبة والفأس والمنجل وحبات القمح وحكايات جدتي وجدي وعشقهم السرمدي لتراب الأرض وحلمهم الحي بالعودة وان يوارون تحت ثري أرضهم الطيبة ... فلا تحرموننا من الأحلام ... وخذوا كوابيسكم وارحلوا ...
لا ولن يضيع حق وراؤه مطالب ... ولن يسقط حقنا بالعودة بالتقادم أو بتصريحات هنا أو هناك ... والحق بحاجة إلي قوة تحميه وتحافظ عليه ... فلتتوقف هذه التصريحات الانهزامية ... ارحموا معاناة أهلنا في مخيمات لبنان إنهم يقبضون بأيديهم علي جمر الغربة والمعاناة والألم ... صامدون صابرون ينظرون إلي قبة الصخرة والي المسجد الأقصى يعيشون حلم العودة ومعانقة تراب الوطن ... فاتركوهم لا توقظوهم من حلمهم بكوابيسكم المزعجة ...
بإرادتنا وتصميمنا سنعود وسنقيم دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وستعلو راياتنا خفاقة مرفرفة عاليا فوق أرضنا وسنعود سنعود إلي حيفا ويافا وعكا ومدننا وقرانا ... فنحن ملح هذه الأرض ...