((سيدي الشعب))
في مواجهة يهودية الدولة العبرية ..
خاص بالكوفية برس : بقلم أبو المعتصم طه -
أطلق رئيس وزراء الاحتلال دعوته (الساذجة الخبيثة) للقيادة الفلسطينية بالاعتراف بيهودية الدولة العبرية مقابل تجميد الاستيطان !
القيادة الفلسطينية : ترفض العرض وبشدة !
الموقف العربي : غير واضح حتى لحظة كتابة هذا المقال..
توضيح:
لمن يغيب عن ذهنه المهاترة الواضحة في العرض الإسرائيلي، يستوجب التوضيح بأن نتنياهو يعرض علينا تجميدا للاستيطان (ليس إلغاء، ولا إيقافا نهائيا) مقابل اعتراف –أبدي- واضح وصريح بأن إسرائيل دولة يهودية. بالطبع هذا يعني بالضرورة المتضمنة في الاعتراف منح الجانب الإسرائيلي صمتا عربيا حول ما سيكتسبه الاحتلال من حقوق في معاقبة الأقليات غير اليهودية وافتعال القوانين التي تعمل على تفريغ الأراضي المحتلة سنة 48 ... وبتسليط الضوء على قضية اللاجئين وعودتهم فمثل هذا الطرح ينسف موضوعية الحديث حولها من جذورها ويضع سدا منيعا أمام العودة – حتى لو تم حل الملف – فاللاجئ الذي سيعود بناء على الاتفاق النهائي في المفاوضات وقرار 242؛ سيتعين عليه تقديم الولاء للاحتلال ويهودية الدولة وهذا ما سيرفضه الغالبية العظمى من اللاجئين! ((خصوصا مع تفعيل القانون))
أيضا وباعتراف مسبق قبل إنهاء ملف القدس والدولة الفلسطينية؛ سيعني الاعتراف بيهودية الدولة العبرية من قبل القيادة الفلسطينية اعترافا ضمنيا بيهودية القدس التي تعتبرها إسرائيل عاصمتها الأبدية. وستخلق هذه معضلة أخرى لو طالب الجانب الإسرائيلي بحقوق تاريخية استنادا إلى الاعتراف بيهودية جزء من الأرض العربية في فلسطين.
إن ما تطلبه إسرائيل في البداية هو منحها الحق بتهويد الدولة العبرية، وما سبق هو توابع مستندة إلى ما يمكن أن تصل إليه العقلية الإسرائيلية في تماديها، ورغبتها في تطويق الخطر الديمفرافي الناجم من السواد العربي الكبير المتواجد في إسرائيل، علاوة على استغلالها الموقف في تعميق الهوة الحاصلة في المفاوضات.
تعليق:
نتنياهو يــتعمد خلق أزمة إضافية بهذا الطرح الذي يستند إلى معرفة مسبقة بأن العالم العربي مسيحيا أو مسلما لن يقبل بمثل هذا الأمر، وفي مثل هذا الطرح أيضا تأسيس لصراع أديان مقيت.
متابعة:
في ظل هذه الأزمة بالتأكيد سيجد نتنياهو من المجتمع الدولي من يقتنع بوجهة نظره، ولربما ستحاول واشنطن الحديث حول هذا الأمر مع القيادة الفلسطينية والدول العربية التي ستحتاج إلى وقت لدراسة آليات الرد والتعاطي مع الموقف، خصوصا وأن عرض نتنياهو يأتي في فترة الشهر التي منحها العرب لواشنطن لتعيد تذليل العقبات التي أوقف المفاوضات، بما يجعل مزيدا من الضغوطات ممارسة على الجانب العربي عموما.
يمكن هنا إفراد مجموعة من المطالب لمواجهة هذا الطلب وتعقيده أيضا لتقليل أثره – وستخلق هنا أيضا فرصة للتناكف والصراع الديني، فيما لو أصرت إسرائيل بزج قضية (يهودية إسرائيل) في المفاوضات وتساوقت معها واشنطن في ذلك. ومن المطالب التي يمكن أن يضغط بها العرب أمام ترحيل قضية يهودية الدولة في المفاوضات سواء (في العودة لاستئنافها) أو( في نهايتها) أن تعترف إسرائيل بعروبة القدس، أو أن تعترف بها إسلامية مثلا، وأن يتم التعامل مع الدولة الفلسطينية المستقلة وحال تواجد أعداد من اليهود فيها بالمثل! بمعنى أن يكون الطرح بالمثل مقابل الإسرائيلي حول قضية (يهودية دولتهم) علاوة على خلق فجوة في النص الإسرائيلي بمعنى أن يضع العرب شرطا أمام هذه الدعوة يتحدث حول اعتراف إسرائيل أنها أقامت دولتها اليهودية فوق أرض عربية إسلامية.
مجرد وجهة نظر قد تصيب وقد تخطئ، لكن الثابت أن الأوراق التي يمكن الرد بها على مطلب نتنياهو كثيرة ويمكن استغلالها بالشكل الجيد لقتل المطلب الإسرائيلي، وربما تصل من ناحية أخرى إلى قتل المفاوضات ! ويبقى الأمر متروكا في هذه اللحظة لتطورات الموقف الذي أعلنه نتنياهو وقوبل بالرفض.