ذكرى استشهاد ابو عمار _ اقتراب 11_11
بعد ايام قليلة سوف تطل علينا ذكرى لشخص له مكانتة في قلب الانسان الشريف هي ذكرى استشهاد قائدنا وابانا ابو عمار هذا الشخص الذي ابكى جميع الشعوب على رحيلة فبكي الرجال على رحيل هذا الزعيم
وساقول هذة الكلمات البسيطة في ذكرى رحيل القائد رحلت ابا عمار جسدا ولكن لم ولم نرحل من قلوبنا عندما رحلت ابا عمار رحل وانتهى الشعب الفلسطيني انت الشمعة التي كنت تضيئ بها فلسطين انتا الذي كنت تقول للعالم كلة لا وتقف في وجة العالم فرحلت الى جوار ربك رحلت كما كنت تريد شهيدا من شهداء فلسطين
ونقول لك ونطمئنك بان ابناء الكوفية لن ولن ينسو اباهم وقائدهم ومعلمهم نتمنى لو ترجع ولو لدقيقة حتى نقبلك قبلة الوداع ابنائك لن ولن ينسوك لانك محفور في قلوبهم حفرا وتسري في وريدهم بعد ايام سيبكي الشعب الفلسطيني وسينزف دموعا على فراقك لن ولن يطاب فراقك بل هو اصعب فراق
نقول لكل العالم بان ابو عمار ذهب جسدا ولكن لم يرحل ابدا قلبا وفكرا بعد ايام سوف تشعر بان ابناؤك يلتفون بجوارك ويبكون دموعا فوق عرينك لانهم لن يجدو مثلك في التاريخ انت الذي كنت تهتف لوحدة الشعب الفلسطيني انت الذي كان لايسقط منه غصن الزيتون ولا الكوفية الفلسطينية في زمن كثرت فيه القيادات والزعامات وكثر فيه القادة والزعماء
، الا أن أحداً لم يتمتع بالرمزية التي تمتع بها الرئيس الراحل ياسر عرفات ، إن أبو عمار لم يكن مجرد رئيس دولة أو زعيم حركة تحرر فحسب بل كان أسطورة جمعت كل صفات الرمزية ، ولم تقتصر الرمزية على شخصه فحسب ، بل تجاوزت ذلك الى كوفيته والتي انتقلت من كونها مجرد قطعة من قماش الى مرتبة الاختزال السياسي ابتداءً من وضعيتها على رأسه على شكل خارطة فلسطين
وانتهت بكونها تصريحاً وطنياً متلازماً معه ، فيكفي ظهور الكوفية في أي مكان أو أي حدث ليدرك الجميع أن ذلك هو رمز القضية الفلسطينية ، إن الكوفية تذكير دائم للإعلام الدولي بأن هنالك قضية تماماً مثلما أن نيلسون مانديلا بقميصه المشجر الطويل رمزاً للكفاح ضد التمييز العنصري وجل ما يخشى منه أن تتراجع رمزية الكوفية واستجابة العالم لها بعد رحيل الرئيس ياسرعرفات.إن المرارة التي يعاني منها أبناء الشعب
الفلسطيني كافة ليست ناتجة عن كونهم فقدوا زعيماً أو قائداً أو مؤسساً أو رمزاً وطنياً من رموز كفاحهم المرير والطويل مع قوى البغي والعدوان والاحتلال البغيض فكل يوم يرحل قادة وزعماء ولكن المرارة في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني ناتجة عن كونهم فقدوا أباً رحيماً عطوفاً ، يشد من أزرهم في المحن ، يضمد ويقبل جراحهم ويفرح لفرحهم ويهتم لحزنهم ، فقدوا أباً لم يألفوا غيره ، لقد كبرت وترعرعت أجيال على وجود ياسر عرفات بين ظهرانيهم ، لم يعايشوا أباً غيره ، لقد شعر العديد منهم باليتم عند وفاة أبو عمار
، لم يستشعروه عند وفاة آباءهم الحقيقيين ، إن أبوعمار بالنسبة للشعب الفلسطيني هو دلالة على الشعب وهو ابو الشعب ، إن الأمة التركية تطلق على مصطفى كمال لقب أتاتورك والتي تعني أبو الشعب التركي وياسر عرفات هو أبو الشعب الفلسطيني .لقد شارك ياسر عرفات أبناء الشعب الفلسطيني أفراحهم فها هو يؤدي الدبكة الفلسطينية مع الفلسطينيين ،
لأفراحهم بالعودة وإقامة السلطة الفلسطينية وتحرير غزة وأريحا عند دخوله أول مرة الى غزة ، وها هو يحاصر مع الشعب الفلسطيني في المقاطعة في عرينه برام الله كما حوصر الشعب الفلسطيني وتقطعت الطرق أمامه وجرفت بيوته وهدمت على رؤوس ساكنيها وها هو عرينه يدك ليل نهار بالمدفعية الإسرائيلية وهو صامد وقد تهدم القسم الأكبر من عرينه وهو بداخله ولم يهتز ولم يطرف له جفن وعلى الرغم من سنوات العمر التي حملها ياسر عرفات على كاهليه إلا انه صمد وواجه وقاوم أكثر من الشباب بل كان هو باعث الروح المعنوية فيهم يتجدد الأمل كلما أطل ياسر برأسه ، ويتجدد عنفوان الثورة كلما تحدث ياسر بصوته ،
وليس من المستغرب في شئ أن ترى دموع الرجال على شاشات التلفزة العالمية وهي تدمع لفراق أبو عمار فهو يستحق أن يبكيه شعبه الوفي هو يستحق أن تخلد ذكراه في كل منزل وكل شارع وكل مدرسة ، نعم لقد رحل أبو الشعب الفلسطيني ، نعم رحل أغلى الرجال .. نعم رحل أبو عمار .. ولكن أبو عمار رحل جسداً وبقى روحاً خالدة في الأجيال ..
بقى أبو عمار فكراً ومذهباً وأسلوب نضال لن نحيد عنه .. نعم لقد تخرجنا من جامعة الفتح العظيمـ عميدها ياسر عرفات ونحن طلبته الأوفياء ، لقد تتلمذنا على يديه وعلى أيدي نخبة من صحبه الكرام في جامعته ، لقد تتلمذنا على يدي أبو إياد وأبو جهاد وأبو علي اياد صاحب الصرخة الأشهر في التاريخ المعاصر ' نموت واقفين ولن نركع ' ، كل هؤلاء كانوا أساتذة في جامعة عميدها الشهيد المعلم ياسرعرفات وكنا نحن طلبة هذه الجامعة .نعم لقد رحل عرفات ، نعم لقد رحل أبو عمار ، نعم رحل صاحب شعار ما يهزك ريح ،
نعم لقد غيب الثرى الجبل ، رحل أبو عمار عن عمر يناهز الـ75 عاماً لم يكن خلالها عرفات شاب يهتم بدراسته ومستقبله وعمله ومستقبل أبناءه وأحفاده من بعده ، بل كان مهتما بدراسة كل الظروف التي أدت الى حدوث نكبة فلسطين ومهتما بدراسة ظروف اللاجئين وتحويلهم من لاجئين الى عائدين وفدائيين ومنتصرين ، لقد كان مهتماً بظروف معيشة أبناء شعبه في الوطن والشتات ، لقد كان أبو عمار مهتماً بمستقبل أبناء وأحفاد هذا الشعب المعطاء ، نعم كان الياسر يسهر لننام نحن واليوم نام هو لنسهر نحن…
عاش أبو عمار بطلاً ومات بطلاً رمزاً لكل من عشق الحرية والكفاح ضد الظلم ، نعم لقد رحل أبو عمار من ظلم الدنيا الى عدل الآخرة.ليرحمك الله يا أبو عمار .. ليرحمك الله يا فارس فلسطين .. ليرحمك الله يا جبل .. ليرحمك الله يا أبا الثورة وأبا الثوار.
.فيجب علينا نحن ابناء فلسطين بشكل عام ,وابناء حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ان نخلد ذكراه في كل منزل وكل شارع وكل مدرسة..
.وأدعو باسمي وباسم ابناء الحركة قيادة الحركة باقامه مهرجان مركزي بغزة وبالضفة بنفس الوقت تكريما للاب وللمعلم وللقائد وللشهيد ياسر عرفات ابا عمار ....ونحن على دربك سائرون