بسم الله الرحمن الرحيم
إكمال لدور الاحتلال من تكميم الأفواه وملاحقة الصحفيين ...
حماس تغلق مقر نقابة الصحفيين في غزة
بقلم / أبو المعتصم عبد الله
إنهم عين الحقيقة وصوت الحق وكلمة العدل ... لقد حملوا هم وطنهم علي أكتافهم ونقلوا آلام ومعاناة شعبهم إلي العالم وكشفوا حقيقة الاحتلال وجرائمه ... وكانوا ولا زالوا مقاومين وجنود في المعارك يحملون أرواحهم علي اكفهم لينقلوا جراح شعبهم ومعاناته إلي العالم ... ليخطوا بأقلامهم ويسطروا بكلماتهم أروع ملاحم البطولة والتحدي إنهم فرسان القلم و عدسة الأمل ووضوح الصورة ... إنهم الجنود المجهولين الذين دفعوا دماؤهم وأرواحهم ثمنا لنقل الحقيقة وكشف زيف العدو الصهيوني ... وخداع المارقين المتسلقين علي دماء الشهداء ... إنهم الصحفيين الأبطال ...
لقد أثخن العدو جراحا فيهم فارتقي الشهداء وقدموا الجرحى والأسري فداءا للوطن وللحقيقة ... وصادروا كاميراتهم وكسّروا أقلامهم وكمّموا أفواههم وأغلقوا مكاتبهم ومقراتهم ومنعوا الكلمة والحرف والصورة من الظهور إلي النور... لأنهم يشكلون رعب للمحتل المجرم ... وللانتهازيين المتسلقين ...
ارتقي فضل شناعة وهو محتضنا كاميرته الذي عشقها بين ذراعيه ليصور جرائم العدو ... فاستشهد فضل واستشهدت الكاميرا وغرقوا معا بالدماء ...
وعلي مدار تاريخه الأسود مارس العدو الصهيوني أبشع أساليب الاضطهاد والتعذيب والإرهاب ضد الصحفيين فهو عدو غاشم يريد طمس الحقيقة وإخفاء صورته البشعة وجرائمه ضد الإنسانية عن العالم الحر ... فلاحق الكاميرا عدسة الحقيقة ولاحق أي صوت أو قلم لإسكاته وكتم صوت الحق فاعتقل وقتل وجرح وطارد الصحفيين لكن لم يتمكن من إسكات صوت الحق أو إغماض عدسة الحقيقة ...فكتبت القصة بالدماء ولا زال القلم يخط من دماء الشهداء حكاية شعب لا ولم يركن أو يستكين ...
فالاحتلال عدو وهو يستهدف كل شئ فلسطيني فلا غرابة ... لكن الغريب والعجيب والمستهجن ما قامت به عصابات الانقلاب في غزة من إكمال لدور الاحتلال من تكميم الأفواه وملاحقة الصحفيين وإعلان الحرب علي الكلمة الحرة ... فلم يكتفي هؤلاء الفئة الباغية الانقلابية مما ارتكبوه من فظائع وجرائم ضد الوطن والمواطن ... بل استمروا في إخراج ما بوعائهم الفاسد ضد شعبهم ووطنهم ... فلاحقوا الكلمة ومنعوها من النطق بالحق لأنها ستكشف زيفهم وباطلهم وتعريهم أمام من بقي مخدوع بهم وبشعاراتهم المزيفة ... فأقدمت مليشيات الانقلاب الحمساوي الغاشم بإغلاق مقر نقابة الصحفيين في غزة ... لكتم الأفواه وكسر الأقلام وتمزيق الصور والتشويش علي الحقيقة ... ليس غريبا هذا التوافق بين الانقلابيين والمصلحة الصهيونية ...
فوحدة الهدف ووحدة الفعل والتوافق التام بين الاحتلال البغيض ومليشيات الانقلاب الغاشم أصبحت واضحة وجلية ...
إن ما قامت به مليشيات حماس ضد نقابة الصحفيين بغزة يعطي الضوء الأخضر للعدو الصهيوني أن يرتكب جرائمه بعيداً عن عين الكاميرا والريشة والقلم ... وإطلاق يد العدو لتوغل في دمانا فلا رقيب ولا موثق لجرائمه ... انه هدف استراتيجي أساسي للعدو حققته حماس بأيديها الآثمة فوفرت علي العدو أي جهد أو عبء ... فمن الانقلاب والانقسام البغيض الذي قدم خدمة مجانية وثمينة للعدو ليستمر في مصادرة الأرض وتنفيذ مخططاته الصهيونية ... إلي تامين حدود العدو ومنع المقاومة وتكبيلها ... إلي إغلاق عدسة الكاميرا ومنعها من تصوير وفضح ممارسات العدو الصهيوني ... فهل يعي هؤلاء الزمرة الانقلابية مدي خطورة أفعالهم علي قضيتنا ووطننا ... أم أنهم مجرد أيادي آثمة لا تملك أي قرار أو أي تفكير ... بل منفذين لما يؤمروا به من عواصم العهر المتآمرة المتصهينة ...
إن ما تقوم به مليشيات حماس علي الأرض يثبت للمرة الألف أن لا أمل بالمصالحة في ظل وجود هذه العقلية الانقلابية الدموية المتربعة علي عرش قيادة حماس ... وان الصمت علي هذه الجرائم هو جريمة بحق الوطن والشهداء ...
إن من يقوم بكل هذه الإجراءات و الممارسات التي تستهدف حرية الصحافة و الصحفيين وممارسة الاعتقالات السياسية و سياسة تكميم الأفواه و الاعتداء على حرية الرأي و التعبير ... فهو لا يلتزم بالقانون الفلسطيني و لا يحترم حقوق الإنسان ولا يصون الحريات العامة ؟؟؟ فأي مصالحة هذه مع هؤلاء الخارجين علي كل القوانين والأعراف !!! هؤلاء لا يحاوّرون بل يساقون صاغرين خانعين إلي عدالة المحكمة والقانون لينالوا جزاء ما اقترفت يداهم الآثمة ...
ٍفلكم الله أيها الصحفيين الأحرار ... فالعدو من أمامكم والانقلابيين من خلفكم ... وما أصعبها الطعنة في الظهر ...
وحسبنا الله ونعم الوكيـــــل ...